شاهدت البارحة على قناة 21 الفضائية شريطا وثائقيا قصيرا عنوانه جربة سر و سحر وبإعتباري جربي من قعر الخابية فقد إسترعي إنتباهي العنوان وكيما تعرفوا الواحد كيف يشوف مسقط الرأس ديما تهيج الاحاسيس والمشاعر خاصة كيف يبدا موش مقيم بالجزيرة. هذا الفيلم هو من إخراج توفيق الرايس وهو من أصيلي جزيرة جربة. وعند تتبعي للنقاش في ما بعد تبين ولأن المخرج أنجز 5 أشرطة وثائقية تتحدث كلها عن جزيرة جربة من ذلك تعرضه للأثار في الفيلم الأول والهندسة المعمارية في الفيلم الثالث. وباش ما نطولش نقول إللي أنا أصبت بخيبة أمل كبيرة للاسباب التالية
بدأ الفيلم بالتعرض للمساجد في جربة ودون أن يتم حتى ذكر عددها رغم أن المعلومة لا تخفى على الجميع والمعروف عن جزيرة جربة وجود 360 مسجدا أو ما يناهز تصلي كل يوم في مسجد ولم يتم التعرض لسر التسميات فجامع الليل الذي ورد ذكره في البرنامج يعرف بهذا الإسم لأنه بني في ليلة واحدة كما تقول الأسطورة نظرا للضغوطات الإستعمارية على بناء المساجد. كما لم يتم التعرض للمذهب الأباضي حتى تلميحا وليس في الأمر حرج فنسبة هامة من سكان الجزيرة أباضيون كما أن إذاعة الزيتونة تتحدث عن هذا المذهب ولا إشكال في ذلك.
لم يتم التعرض للغة البربرية التي مازالت موجودة وخاصة في منطقة قلالة وسدويكش والطفل في هذه المناطق يتعلم اللغة العربية في المدرسة بحيث يكون التعامل في سن ما قبل الدراسة باللغة البربرية دون غيرها وهي المعروفة بالشلحة.
تم التركيز على زيارة الزوايا وإضاءة الشموع وأنا أتساءل هل هي خاصية من خاصيات الجزيرة بالإضافة إل الحديث عن نبتة السكوم ما ناقص كان يحكوا على النجم والغاسول وخشم الثور والكراث والطازيا.
ثم تم التعرض لعادات العرس الجربي وتم الحديث عن أكلة الزميطة إللي للأمانة هي أكلة الجنوب الشرقي ككل ولم يتم حتى التعرض لمكوناتها كما أن إعداد هذه الأكلة التي تقترب كثيرا من أكلة البسيسة في الشمال يتم في يوم محدد يعرف بالقلي أي يوم قلي الشعير والعدس والتغييز لإستخراج النخالة وغير ذلك وتم الإكتفاء بصور صامتة لا تسمن ولا تغني من جوع
تم التعرض لعادة البربورة ولم يتم حتى ذكر المقصود والمغزي من هذه العادة والبربورة تقوم على أخذ العريس والعروس على حد السواء لعرف زيتون ويضرب به ضربا خفيفا للشباب والشابات للئي واللاتي في سن الزواج للإسراع بالزواج والإقتداء بالعريس والعروس كما أن الصور التي تم بثها كانت جافة إل أقصى درجة
وتم إختزال عادات العرس الجربي في الجحفة والبربورة والمحفل وتم التغافل عن عادة الحجبة والوزير الأيمن والوزير الأيسر ولباس العريس والحنة والتضريفة والتبرك بالسمك والحمام الذي يذهب إليه السلطان وهي التسمية الرسمية للعريس ولا يقصد به الحمام العربي المعروف بالشمال وإنما خرجة الحمام تتمثل في إصطحاب السلطان لأصدقاءه وأقرانه في جولة في الجزيرة ويستدعيهم على الغداء أو على مجموعة من المشروبات وهي عادة طيبة جدا
وفي إطار الحديث عن المحفل الجربي لم يتم الحديث عن الفرق المميزة في الجزيرة وخاصة في الطبل وهي فرقة أولاد سطا جمعة ولم يتم التعرض لعملية التبريح وهي أن يختار أحد الحضور أغنية تقوم الفرقة بأدائها وغنائها مقابل مبلغ من المال ويتم ذكر السم الثلاثي لصاحب المال وتختم العملية بزغاريد النسوة تم الغكتفاء بتمرير صور العقرب فوق الرمال وكأن العقرب لا توجد إلا في جربة.
بصراحة كان الشريط مهزلة بأتم معني الكلمة وإللي زاد على ما بيا كيما يقول على الرياحي هو النقاش إللي تم بعد الشريط
بداية الشخص إللي تمت إستضافته في البرنامج وهو سي حاتم المرعوب ليس مؤهلا لا بحكم سنه ولا تجربته بالحديث عن تراث الجزيرة فإندفع يتحدث إختيار دقيق وشعرية الصورة والسباحة في مكونات الصورة وما إلى غير ذلك من الترهات وأصدقكم القول أنني لم أتحمل .
الهزان والنفضان فقمت بتغيير الشان
لست جربيا أكثر من الجرابة وإنما لا يمكن كذلك السكوت على عملية إستسهال وإستغلال مشوه للمخزون التراثي الرهيب الموجود بالجزيرة والّذي لم يتم توظيفه التوظيف الأمثل ولي عودة للموضوع إن شاء الله
لكل من لم يستوعب لفظا معينا أو جملة يمكنني تقديم التفسيرات اللازمة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire